هادم اللذات

مشرف عام

قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم : أكثرو من ذكر هادم اللذات وهو
الموت فإنه مصير محتوم لأي شخص ومهما كان في هذه الدنيا الفانية

ففي
هذه الرسالة أطلب منكم أن تتحملوني و لكن لا جدوى ولا هرب من هادم اللذات
الموت فإنه كما قال المصطفى مصير محتوم لأي شخص كان في الدنيا

يا موت!
ياظلي الذي سيقودني
يا ثالث الإثنين
يا لون التردد في الزمرد والزبرجد
اجلس على الكرسي!
ضع أدوات صيدك تحت نافذتي
لا تحدق يا قوي إلى شراييني
لترصد نقطة الضعف الأخيرة !
أنت أقوى من نظام الطب!
أقوى من جهاز تنفسي!
ولست محتاجا - لتقتلني - إلى مرضي!
فكن أسمى من الحشرات!
كن من أنت كن قويا ، ناصعا،
واخلع عنك أقنعة الثعالب!
كن فروسيا، بهيا، كامل الضربات!

البلاد البعيدة والأغنيات
وجحيم الجهات
وفتى ضارب في القصيدة
مستأصلاً مايخط النجاة
لم يمت رغم قتل الحياة ..
وجهل السفائن ….
لكنما قيل مات !!

إعلم أن الموت حق والحياة باطله..
والمرء لايعيش مهما عاش إلا ليموت !
وكل صرخة مصب نهرها السكوت..
وأروع النجوم هاتيك التي
تضيء درب القافلة !
حين يغطي العشب ذكرياتنا
…. وتشهق المأساة في البيوت !

تمتصني أمواج هذا الليل
في شره صموت
وتعيد ما بدأت..
وتنوي أن تفوت ولا تفوت !
فتثير أوجاعي
وترغمني على وجع السكوت !
وتقول لي: مت أيها الذاوي…
…. فأنسى أن أموت !!
..
..
..
وتقول لي: مت أيها الذاوي…
…. فأنسى أن أموت !!

حيث
الموت ليس موسميا كالأمطار : هو يطل عليك من الآبار الجافة ، من أنابيب
الأو..جين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطمة ، من
الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس
الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة …
الموت في غزة ليس فجائيا أبدا .. بل الحياة هناك تأتي فجأة !

أصرخ بعد الـ “سكوت” الذي (لا) يغامر فيه الكلام !
أصرخ من منكم يراني ؟!
يا بقايا بلا قامة .. !
يا بقايا ” تموت ” تحت هذا السكوت !
أصرخ .. كي تتوالد في “صوتي” الرياح !
كي يصير الصباح .. لغة في دمي وأغاني !!
أصرخ: من منكم يراني ؟!
تحت هذا السكوت الذي.. “لايغامر” فيه الكلام
أصرخ .. كي أتيقن أني وحدي_ أنا .. و الـ “ظلام” !!

و مع العلم لا ينتحر الا المتفائلون..
المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التفاؤل.
أما الآخرون، فلماذا يكون لهم مبرر للموت وهم لايملكون مبررا للحياة ؟!!

التـوقـيــع